رد شبهة الرازي ان عليا لم يستدل بآية الولاية
رد شبهة الرازي ان عليا لم يستدل بآية الولاية
بسم الله الرحمن الرحيم
من الشبهات التي أثارها فخر الدين الرازي في تفسيره على الاستدلال بآية الولاية الآية ٥٥ من سورة المائدة أنّه لو كانت دالّةً على إمامته بعد الرسول لاحتج بها على القوم .
قال : 《 فلو كانت هذه الآية دالّة على إمامته لاحتجّ بها في محفل من المحافل، وليس للقوم أن يقولوا: إنّه تركه للتقية؛ لأنّهم ينقلون عنه أنّه تمسّك يوم الشورى بخبر الغدير...《وفي مقام الجواب نقول :
أولاً: إنّ الأدلّة على إمامة أمير المؤمنين(عليه السلام) كثيرة، عقلاً ونقلاً، تكاد لا تحصى، وقد أُلّفت كتب مستقلّة في هذا المجال.
ولكنّ الأمر الذي ينبغي الإشارة إليه، هو أنّ الإمام(عليه السلام) لم يكن مُلزماً - لا عقلاً ولا شرعاً - بالاحتجاج والمناشدة بكافّة هذه الأدلّة، بل بالمقدار الذي يُلقي الحجّة على الناس، وهذا هو الذي حدث بعدما علمنا من احتجاجه (عليه السلام) بحديث الغدير، وعدم رضوخ القوم لهذا الحقّ الصريح، فبعده هل يبقى مجال لاحتمال تأثير أمثال آية الولاية في نفوسهم؟!
ثانياً: لنفرض أنّ الاحتجاج بهذه الآية لم يصل إلينا، فهل هذا دليل على عدم صدوره منه (عليه السلام)؟ مع أنّ المتيقّن هو: عدم وصول أخبار وآثار كثيرة من لدن الصدر الأوّل إلينا، خصوصاً ما كان منها يصطدم مع مصالح الخلفاء، فإنّهم أخفوا الكثير من فضائل ومناقب أهل البيت(عليهم السلام)، وما ظهر منها فهو غيض من فيض.
ثالثاً: ثمّ لنفرض مرّة أُخرى، أنّ الإمام(عليه السلام) لم يحتجّ بها واقعاً، فهل هذا يدلّ بالالتزام على عدم دلالة الآية على إمامته (عليه السلام)؟
كلاّ؛ إذ لا توجد ملازمة بين المسألتين
ورابعاً : إنّ الاستدلال بآية الولاية من قبل أمير المؤمنين (عليه السلام ) ورد في مصادر الشيعة حيث احتج علي ( عليه السلام ) على اصحاب الشورى الذين عيّنهم عمر بن الخطاب فقد ورد في كتاب الاحتجاج للطبرسي ج ١ ص٣٢٦ حيث قال لهم : 《 نشدتكم بالله ، هل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية : 《 إنّما وليُّكم اللهُ ورسولُهُ والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون 》 غيري ؟ قالوا : لا 》
وورد في كتاب قيس الهلالي كما نقل عنه صاحب الغدير في غديره ج ١ ص ١٩٥ وما بعدها حيث قال صاحب الغدير : 《 قال أبو صادق سليم بن قيس الهلالي التابعي الكبير في كتابه : صعد عليٌّ (عليه السلام ) المنبر (في صفين ) في عسكره وجمع الناس ومن بحضرته من النواحي والمهاجرين والأنصار ، ثمّ حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : معاشر الناس ؟ إنّ مناقبي أكثر من أن تحصى وبعد ما أنزل الله في كتابه من ذلك وما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله ، أكتفي بها عن جميع مناقبي وفضلي ، أتعلمون أنّ الله فضّل في كتابه ألسابق على المسبوق وأنّه لم يسبقني الى الله ورسوله أحدٌ من الأمّة ؟ قالوا : نعم ...قال : فأُنشدكم بالله ؟ في قول الله يا أيّها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . وقوله : إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الآية ...》
فبعد هذا هل يشك أحد بدلالة الآية على إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام )
والحمد لله رب العالمين