image

الله تعالى عادل لا يقع منه الظلم

07-07-2023

الله تعالى عادل لا يقع منه الظلم

الله تعالى عادل لا يقع منه الظلم


العدل وهو إعطاء كلّ ذي حق حقّه أو هو وضع الأمور في مواضعها, ويقابل العدل الظلم والجور؛ فالله تعالى عادل غير ظالم لمخلوقاته لا يفعل قبيحاً ولا يجور في قضائه، يثيب المطيعين وله أن يعاقب العاصين ولا يعاقبهم زيادة على ما يستحقون، يقول تعالى: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ الزلزلة:7و8، ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: "التوحيد أن لا تتوهّمه، والعدل أن لا تتّهمه" نهج البلاغة: حكمة 470.

إذن العدل هو صفة من الصفات الثبوتية لله تعالى، وهو من الصفات الحميدة والكمالية، والعقلاء يقبّحون من يترك العدل ويظلم الناس، لأن الظلم ضدّ العدل، إضافة إلى أن أسباب الظلم منتفية عن الله عز وجل فيثبت العدل له تعالى وينتفى الظلم،

وأسباب الظلم المنتفية عن الله تعالى هي:

1- الجهل: من دواعي الظلم الجهل بالظلم والعدل، فإنّ القوانين الوضعية الّتي وضعها الفكر البشريّ تحتوي على كثير من الظلم لأنّها نابعة من الفكر البشريّ المحدود. ولو كان هذا العقل البشريّ عالماً ومدركاً لكلّ التفاصيل والنتائج لانتفى كثير من أسباب الظلم، في حين أنّ الله تعالى عالم حكيم كما تقدّم معنا في الصفات. يقول تعالى: ﴿وَاللّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ﴾ النساء: 12.ويقول تعالى: ﴿وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ المائدة: 97.

2- الخوف: أحياناً يؤدّي الخوف إلى الظلم سواء كان الخوف من الآخر على سلطة أم على مال وجاه ما يدفع بالأشخاص إلى ظلم الآخرين للحفاظ على أوضاعهم ومراكزهم وغير ذلك. وهذا السبب يستحيل أن يكون في الله تعالى لأنّه هو القويّ العزيز مالك الملك غلبت جبروته كلّ شيء وقدرته غير متناهية، يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ المجادلة: 21.

3- الحاجة والحرمان: الإنسان المحتاج الّذي ييأس من تحصيل مطالبه بالطرق المشروعة فإنّه قد يلجأ إلى طرق أخرى يظلم فيها نفسه بالمعصية ويظلم الآخرين بسلب بعض حقوقهم والاعتداء عليهم. وهذا لا يمكن أن يكون على الله عزَّ وجلَّ لأنّه الغنيّ المطلق الذي عنده خزائن السماوات والأرض. يقول تعالى: ﴿َاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ البقرة: 267.

4- الأنانية والحقد والانتقام: يحدث أحياناً أن يكون سبب الظلم هو الأنانية أو الحقد أو حُبِّ الانتقام

5- العجز والضعف: يحدث أحياناً أن لا يكون المرء راغباً في التقصير بحق الآخرين ولكنه لا قدرة له على الامتناع عن ذلك فيكون ظالما لهم.

وايضا لو تصورنا ان هناك مصادر اخرى للظلم فهي منتفية عن الله تعالى, لكن لا يوجد مصادر للظلم غير ما ذكر.

[ينظر: في رحاب العقيدة، ودروس في العقائدة الاسلامية]


  • شارك الموضوع :