image

العدل الإلهي

07-07-2023

العدل الإلهي

العدل الإلهي

أهمّية العدل

إنّ للاعتقاد بعدالة الله تعالى مكانة خاصّة في ذهن الشيعة من زمن الأئمّة الأطهار عليهم السلام، وأهمّية أكبر من سائر الأصول الاعتقادية ما عدا "التوحيد"، وكانوا يعتبرون أنّ أهمّية العدل مساوية للتوحيد، وأنّ هذين الأصلين هما من أكثر أركان الإسلام حساسية، والسرّ في ذلك هو أنّ أيّ خلل في الإيمان بالعدل يؤدي إلى خلل في التوحيد.


معنى العدل

لغة: نقيض الجور. يقال عدل على الرعية (العين:2/38)، وهو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم, وهو في الاصل سمي به(لسان العرب:11/430).

واصطلاحا: فالعدل لا يختلف عن المعنى اللغوي فقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام: "العدل يضع الأمور مواضعها" [نهج البلاغة/الخطب: ج4/ص102].

فكلّ شيء في هذا الكون وكلّ ما أنزل الله تعالى من تشريع لهداية البشر وُضع في موضعه المناسب، ويشهد بذلك هذا النظام المتقن العجيب المسيطر على كلّ أرجاء الكون الذي أدهش العقول وحيّر الألباب، كما تشهد بذلك الشرائع الإلهية الكاملة التي لو طبّقها البشر لبلغت بهم قمّة الكمال والسعادة.

الدليل على العدل

بما أنّ الظلم - بمعنى وضع الأمور في غير مواضعها - من أبرز الأمور القبيحة، وبما أنّ فعل القبيح وصدوره عنه تعالى مستحيل، لأنّ القبائح وعلى رأسها الظلم لا يصدر إلا عن جاهل أو محتاج أو ضعيف او مجبور، والله تعالى هو العالم المطلق فلا يُحتمل بحقّه جهل، والغنيّ المطلق فلا يُتصوّر بحقّه حاجة وفقر، والقادر القويّ المطلق فلا يُتوهّم بحقّه ضعف وعجز، وعليه يستحيل صدور الظلم عنه تعالى لانتفاء أسبابه. وقد أكّد القرآن الكريم على أنّ الله تعالى منزّه عن الظلم.


بعض الإشكالات حول العدل الإلهي

من المسائل التي كانت تثار على مسألة العدل الإلهي هي: أنّه إذا كان الله سبحانه وتعالى عادلاً ولا يظلم أحداً، فلماذا نرى الزلازل وغيرها من الكوارث في العالم التي تسبب الضرر للناس فنرى اناس يموتون بسبب الفيضانات و عواصف ترابية تسبب الضرر لبعض الناس المصابين بالربو مثلا والامطار وغيرها ؟

والمشكلة تكمن في الواقع حيث يرى معظم الناس أنّ الملاك في كثير من الموارد هو تشخيص العقل السطحيّ الابتدائيّ، فإنّنا نرى الكثير من الأمور تظهر بالنظرة الابتدائية شرّاً، وبعد الانتباه والتحقيق بآثارها وخصوصيّاتها ندرك أنّها خير.

فمثلاً لو نظرنا إلى جرّافة تهدم أبنية وتخرّب طرقات نظرة مستقلّة منفصلة عن الحكمة والهدف، سنجد فيها ضرراً وشرّاً لما تسبّبه من غبار وأصوات مزعجة لمن يحيط بها، أمّا لو نظرنا إليها بما أنّها مقدّمة لبناء مستشفى أو مدرسة، فالنظرة حينئذ ستختلف والحكم عليها كذلك، وذلك للخير الكثير المترتّب عليها،

فالله جل وعلا هو الذي يعلم بالمفاسد والمصالح ونحن لا نعلمها فنحن نقطع بان أفعاله لابد ان تكون عادلة ولمصلحة اقوى واشد من المفسدة او الضرر الذي نراه نحن البشر العاجزين عن المعرفة التامة.

  • شارك الموضوع :