image

قصة تشيع السيد محمد بن حمود العمدي

: علي صادق 06-07-2023

واستقر بي النوى

واستقر بي النوى

السيد محمد بن حمود العمدي          

بعد أن أهداني أحد الأصدقاء كتاباً عرفانياً من كتب الشيعة الاثني عشرية وكان كتابا عجيبا !، فقد كنت أغرق في ( بحوره ) ساعات وساعات وهو يذهب بي ذات اليمين وذات الشمال ، ومنتقى القول أنه كان عاصفة في حياتي ! وبعدها بأيام جاءني ذلك الأخ بكتاب آخر حول جهاد النفس .

وحصلت بعدها على كتب أخرى في تهذيب النفس ، ولما وصلت إلى نهايتها قلت : من أين أتى كاتب تلك الكتب بما في تلك الكتب ! ؟ .. كل ما هناك أنوار وأحاديث لأهل البيت b. وأغرقت في التساؤل والاستعجاب !

قلت : ولكن أوليس " المؤلف " من " الاثني عشرية " وهم من هم في مخالفتهم لعقائد " الزيدية " الحقة ! ؟ ، وأعقبت ذلك السؤال محاورات تترى بيني وبين نفسي وقلت : أولست قد أخذت على نفسك عهدا أن لا تدع قول فرقة في فرقة قائدك ومقنعك إلا بعد " فحص " ما جاء عنها في كتبها ؟ أيقبل عقلك أن يكون " للزيدية " هذه الردود والنقوض على مذهب الاثني عشرية وتظل واقفة حائرة لا ترد ولا تدافع عن نفسها ، وهي من عرفت في ردودها على مخالفيها ودحض أقاويلهم عليها . وكم لهم من المؤلفات في ذلك ! !، وقبل أن تراودني نفسي على الاطلاع على ما عند " الشيعة الاثني عشرية " أدرت حوارا مع نفسي " كعادتي " ! كان نتاجه : البحث العلمي والمنهجي يتطلب موضوعية بحتة ، أي أن يرتكز على نقاط أسسية مبدئية ويناقش فقرات مفصلية في عقيدة أي نحلة أو فرقة . والبحث في " الزيدية " و " الاثني عشرية " هو البحث في " الشيعة " و " التشيع " . ومن المعلوم أن الفرقتين شيعيتان أي أنهما تقولان ب‍ : بأحقية أهل البيت النبوي في الخلافة " الإمامة " بل وتتفقان على النص على " علي j والحسنين c" . ومن بعد الحسين jيبدأ الخلاف :

 فالاثنا عشرية تقول : النص ثابت في من بعد الحسين jوهو ابنه الإمام زين العابدين jوفي من بعده . . . هكذا حتى الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر j .

والزيدية تقول : لا نص بعد الحسين j إلا ما كان نصا على أهل البيت صلوات الله عليهم بشكل عام ، كقوله s: " تركت فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي " . إذن أصل خلاف الفرقتين في " الإمامة " ومنها انقسامهما .

 قالت " الزيدية " بأن " طريق معرفة الإمام هو الدعوة والقيام ،أي الإمامة رئاسة عامة في أمور الدنيا لم يوجبها اللطف بل المصلحة،وأن طريق معرفة الإمام هو قيامه ودعوته ،وأن الشروط المتطلبة في الإمام هي شروط كمالية بالإمكان حصولها في أي شخص اتفق ، بناءا على القول بأن ( الإمامة رئاسة عامة لاحتياج الناس للطف الذي يطرح في بحث النبوة).

بينما تقول" الاثنا عشرية " : (إن الإمامة لطف واستمرار للنبوة أو رئاسة عامة في الدين والدنيا يقتضيها اللطف فلا بد من القول بعصمة صاحبها " الإمام " وعندها فلا طريق لمعرفة إمامته إلا " النص ") .

 وهذا بدوره يقود إلى القول بأن المنصوص عليه لا بد أن يكون " معصوما " حتى ينص عليه ; كما هو الحال في النبوة والنبي .

 والقول بهذا ضرورة تقتضيها العقيدة بأن " الإمامة رئاسة عامة في الدين والدنيا لللطف الإلهي " وأن " الإمامة لطف واستمرار للنبوة "، وعليه .

إن قالت الزيدية إن " الإمامة " رئاسة عامة لشخص معين في الدنيا وأمور الناس، فسنقول إن مواصفات هذا الإمام كمالية بشرية. وعليه فسنقول : إن طريق معرفته قيامه ودعوته لنفسه إذ لا طريق غيره . وهكذا كانت حركة بحثي في العقيدتين والمذهبين .

أولاً: تحركت من نقطة " اللطف أو المصلحة " فقادتني (الإشارات المرورية الإلهية والعقلية المنطقية) إلى ضرورة القول " باللطف " ! – وهي عقيدة الاثنا عشرية-

ثانياً: قادني " اللطف " بدوره إلى الاعتقاد " بضرورة العصمة " التي دلت بذاتها إلى الاعتقاد ب‍ " النص " مخلفا ورائي : أن لا يمكن الإيمان " بأن مواصفات الإمام كمالية بشرية "من ثم تكون معرفته " بالقيام والدعوة " ،فوجب معرفة الإمام "بالنص" وهو مذهب الاثني عشرية.

 فجعلني بعد ذلك أعتنق مذهب الشيعة الاثني عشرية تاركا مذهبي السابق .

[ينظر: واستقر بي النوي]

  • شارك الموضوع :