image

قصة تشيع لمياء حمادة

: شيخ بدر 06-07-2023

أخيرا أشرقت الروح

أخيرا أشرقت الروح

لمياء حمادة

أثناء دراستي في الجامعة التقيت بطالبة اسمها بتول وهي من الطائفة الشيعية، وكثيرا ما كنا نتحرش بها قاصدين السخرية والاستهزاء بها لأنها - حسب اعتقادنا ومعلوماتنا الخاطئة طبعا - أنها ومن يتبع هذا المذهب من المشركين، فهم يعبدون علي بن أبي طالب، والمعتدلون منهم فقط يعبدون الله ولكنهم لا يؤمنون برسالة محمد صلى الله عليه وآله، ويطعنون بجبرائيل عليه السلام ويقولون بأنه خان الأمانة الإلهية، وأنهم يسجدون للقرص الحجري من دون الله ، وأنهم أشد على الإسلام من اليهود والنصارى، ومع كل هذا التقريع وهذه السخرية كانت بتول لا ترد علينا وتقول في كل مرة سامحكم الله، هداكم الله، ليتكم تعلمون الحق أستغفر الله لي ولكم، وفي يوم لم أجد مكانا إلا إلى جانب هذه الفتاة بتول، وكنت سابقاً لا أجلس إلى جانبها أبدا، ثم قلت في نفسي ما لي وما لها؟ كل واحدة منا في حالها .

وبالصدفة كانت المحاضرة يومذاك عن المذهب الشيعي، وبدأت المحاضرة وكلنا مصغون إلى ما يقال عن ذلك المذهب، وبتول تندهش وتندهش من كل ما يقال عنهم وتتمتم أثناء المحاضرة بأن لعنة الله على الظالمين .. سامحكم الله .. أذناب بني أمية .. وهكذا إلى أن انتهت المحاضرة وبتول تكاد تنفجر من الغيظ.

فقلت لها : لماذا أنت مغتاظة ومتضايقة، أليس ما قاله الدكتور المحاضر عنكم صحيحاً.

فابتسمت بتول عندها وقالت : إذا كان الأستاذ يفكر بهذا الشكل فلا لوم على الطلاب، وإذا كان تفكير الطلاب هكذا فلا لوم على عامة الناس الذين لا ثقافة لهم .

قلت : ماذا تقصدين ؟

أجابت بتول: عفوا ، ولكن من أين لكم هذا الادعاءات الكاذبة.

قلت : من كتب التاريخ ومما هو مشهور عند الناس كافة .

قالت : هل عندك الوقت للمناقشة.

ترددت قليلا ثم أجبت : ربما بعض الوقت . وجلسنا نتحدث .

قالت هل قرأت شيئا من الكتب عنا ؟ أليس عليكم أن تتبينوا الأمر من مصادره الأصلية المعروفة .

قلت لها: ماذا تقولين عن خيانة جبرئيل للأمانة كما تعتقدون ؟

فقالت بتول : إن الشيعة هي الفرقة الوحيدة من بين كل الفرق الإسلامية التي تقول بعصمة الأنبياء والأئمة، فإذا كان أئمتنا b معصومين عن الخطأ وهم بشر، فكيف بجبرائيل وهو ملك مقرب سماه الرب الروح الأمين ؟.

فاحترت وتلكأت وانتهى النقاش .. وبعد عدة أيام جاءت بتول لعيادتي، فقد كنت متوعكة قليلا، وبعد حوار حول الأمور الخلافية بين الطرفين ذكرت لها كل تساؤلاتي وكانت هي مبتسمة.

فقالت :أنا إن أجبتك عن كل سؤال لا يكفينا أيام السنة كلها ونحن نتناقش في صحة كلامي وعدمه، أما إذا قرأت عن أشخاص عدة عرفوا طريق الحق واتبعوه، لوجدت برهانا ساطعا ..

شكرتها وتمنيت منها أن تزورني وترسل لي الكتب بأسرع وقت ، وجائتني بكثير من الكتب، ثم انكببت على الكتب ليل نهار وأنا أقرؤها، فقد استهواني تحليل كل كاتب منهم القضايا العالقة بين الطرفين، وفاجأني الكل بقصة لم أسمع بها من قبل ، رزية يوم الخميس، تلك الحادثة التي منعت رسول الله J من كتابة الطريق الصحيح للأمة .

فخطر لي أن أبحث عن تلك الحادثة في كتب الصحاح لأتأكد منها، وتمنيت أني لو لم أجدها ، لكن وجدتها في كتابي البخاري ومسلم وغيرهما، ومن هنا مِلت إلى أهل البيت D أكثر فأكثر ، وأكملت قراءة كل كتب التيجاني والشيخ محمد مرعي أمين الأنطاكي .. وغيرها.

أقولها وبكل صراحة إن الحق هو اتباع أهل البيت الذين أوصى النبي صلى الله عليه وآله بالتمسك بهم فقال : ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله ، حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفونني فيهما )

[ينظر: أخيرا أشرقت الروح]

 

  • شارك الموضوع :