ما معنی معارضة القرآن ؟
ما معنی معارضة القرآن ؟
ما معنی معارضة القرآن ؟
مما يضحك الثكلی ما يكتبه بعض الكافرين من خزعبلات مدعياً أنه عارض به القرآن !!
فهل استطاع أحدٌ من المشركين أو الكافرين سابقاً وفي وقتنا الحاضر الإتيان بمثل القرآن، وإبطال تحديه الخالد ؟!
للإجابة عن هذا السؤال لابد أولاً أن نفهم معنی المعارضة للقرآن (الإتيان بمثله)، حتی نعرف أن ما جاء به بعضهم هو معارضة للقرآن فعلاً أم لا.
معارضة النص :
هي أن يأتي الكاتب أو الشاعر بكلامٍ يتحد مع الكلام المعارَض في جهةٍ من الجهات، أو غرض من الأغراض، ولكنه يأتي بكلامٍ مستقلٍ في ألفاظه و تركيبه و أسلوبه.
فمثلاً :
المعارضة الشعرية تعني: أن ينظم شاعرٌ قصيدةً يحاكي فيها قصيدة شاعر آخر مستعملاً البحر نفسه، و القافية نفسها، مع حرصه علی أن يفوق نظمه نظم القصيدة التي يعارضها براعةً و جمالاً.
مثال ذلك :
قصيدة البوصيري (البردة) التي أنشأها في مدح النبي الأكرم صلّی الله عليه وآله، التي يقول في بعض أبياتها:
هو الحبيب الذي ترجی شفاعته
لكلّ هولٍ من الأهوال مقتحم
دعا إلی الله فالمستمسكون به
مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلُقٍ
ولم يدانوه في علمٍ وفي كرم
فعارضه أحمد شوقي بقصيدة (نهج البردة)، التي يقول في بعض أبياتها :
محمدٌ صفوة الباري ورحمته
وبغية الله من خلق ومن نسم
وصاحب الحوض يوم الرسل سائلةٌ
متی الورود و جبريل الأمين ضمي
سناؤه و سناء الشمس طالعةٌ
فالجرم في فلك والضوء في عَلَم
قد أخطأ النجم ما نالت أبوَّته
من سؤددٍ باذخ في مظهرٍ سنمِ
فإننا نجد أن شوقي نظم علی نفس البحر والقافية، وفي نفس الغرض وهو مدح النبي الأكرم صلّی الله عليه وآله، ولكنه لم يكرر كلام البوصيري، بل جاء بكلامٍ جديد مستقل في ألفاظه وتراكيبه وأسلوبه وصوره.
فمعارضة القرآن :
هي الإتيان بكلام يقابل القرآن الكريم في الفصاحة والبلاغة والبيان بهدف المناقضة والمغالبة، وليس تكرار ألفاظ القرآن ومعانيه كما فعل بعض مَنْ حاول الإتيان بمثل سور القرآن الكريم، فكانت أفعالهم تلك من المضحكات المبكيات، فالإنسان لا يدري أيضحك من سذاجة قائليها وكشفه لجهله، أم يبكي لضعف العقول التي اعتبرت تلك التفاهات معارضة للقرآن الكريم وإبطال لبلاغته ؟!!
إذ لم يكن فعل هؤلاء إلا أنهم أخذوا الآيات القرآنية نفسها، و استبدلوا بعض كلماتها بكلمات أخری، فشوهوا تراكيبها بطريقةٍ أخرجتها عن أي مستوی من مستويات البلاغة، و الارتباط المنطقي.
فهاك مثال علی ذلك، إذ حاول هذا الشخص معارضة سورة الفاتحة المباركة فقال:
(الحمد للرحمن، ربِّ الأكوان، الملك الديان، لك العبادة، وبك المستعان ، اهدنا سراط الإيمان)
و سوف نستعرض تحليل هذا النص وبيان وجه بطلانه في مقال قادم إن شاء الله تعالی.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.