image

التوحيد

: الشيخ كرار 24-08-2023

التوحيد

 

هو الأصل الأول من أصول الدين وهو الاعتقاد بأنّ الله تعالى واحد أحد لا شريك له ولا شبيه ولا كفوا له، وان لا خالق ومدبر سواه، ولا يشاركه في التدبير احد، وانه هو المستحق للعبادة وحده ولا تجوز عبادة غيره مطلقا

والذي لا يعتقد بهذا الاصل ومنكرا له يعتبر خارج عن الايمان والاسلام،

فهو أصل جميع المسائل الاعتقادية الّتي تصدَّرت التعاليم السماوية، وهي تعدّ أساساً لسائر التعاليم والمعارف الإلهية الّتي جاء بها الأنبياء والرسل، فالمنكرللتوحيد يعتبر كافراً ويخرج عن ملّة المسلمين،

 

ولكي نكون موحدين يجب ان يكون اعتقادنا بتوحيد الله من جميع الجهات ومن جهاته: التوحيد في الذات، والتوحيد في الخالقية، والتوحيد في العبادة:

 

١- الجهة الأولى: التوحيد في الذات:

والمراد منه هو أنّه سبحانه واحد لا نظير له، فردٌ لا مثيل له، بل لا يمكن أن يكون له نظير أو مثيل.

ويدلّ على ذلك قوله سبحانه: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ الإخلاص: 1 ـ 4، وقوله تعالى:﴿فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ … لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ﴾ .الشورى11: ،إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أنه تعالى واحد لا نظير له ولا مثيل ولا ثان ولا عدل.

وقد كفر من ادّعى له شريكاً أو مثيلاً أو جعله ثالث ثلاثة كما في قوله تعالى: ﴿لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ﴾ المائدة: 73.. ولو كان لله تعالى شريك لاختلَّ نظام الكون وفسد ولذهب كلّ إله بما خلق كما يقول تعالى: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ الأنبياء: 22..

 

٢- الجهة الثانية: التوحيد في الخالقية:

والمراد أنّه ليس في الوجود خالق أصيل غير الله، ولا فاعل مستقلّ سواه، وأنّ كلّ ما في الكون من مجرَّات ونجوم وكواكب وأرض وجبال وبحار، وما فيها ومن فيها، وكلّ ما يُطلق عليه أنّه فاعل وسبب فهي موجودات مخلوقة لله تعالى، وأنّ كلّ ما ينسب إليها من الآثار ليس لذوات هذه الأسباب، وإنّما ينتهي تأثير هذه المؤثرات إلى الله سبحانه، فجميع هذه الأسباب والمسببات رغم ارتباط بعضها ببعض مخلوقة لله، فإليه تنتهي العلّية والسببية، فهو علّة العلل ومسبِّبها. ويدلّ على ذلك قوله سبحانه: ﴿قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) الرعد :١٦، وقوله تعالى: ﴿اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ﴾ الزمر:٦٢ ، الى غير ذلك آيات كثيرة تدلّ على ذلك.

٣- الجهة الثالثة: التوحيد في العبادة:

وهو أن نؤمن بأنّ المستحقّ للعبادة هو الله تعالى وحده لأنّه هو الخالق لجميع الموجودات، والعبودية من شأن الخالق الغنيّ غير المحتاج، لذلك يستحقّها وحده دون غيره كما نقرأ في سورة الحمد ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾, فهنا القرآن الكريم حصر العبودية بالله تعالى.

والعبادة هي الخضوع للمعبود مع الاعتقاد بأن المعبود هو الرب والخالق

[ينظر: في رحاب العقيدة، بداية المعرفة، عقائد الأمامية]


  • شارك الموضوع :