معاني الكفر
معاني الكفر
كثيراً مايرد لفظ الكفر في الايات الكريمة و الروايات الشريفة ، فهل الكفر قسم واحد أم أقسام متعددة ؟ و ماهو الأثر المترتب عليه ؟؟
للكفر في اللغة هو الستر ، فيقال كَفَرَ الليل الحقولَ أي سترها و غطاها بظلمته ، و يقال للزارع كافرٌ لأنه يغطي البذر بالتراب ، ومن يستر علی الحق ولا يظهره فهو كافرٌ به .
والكفر في الاصطلاح الديني له أقسام متعددة و لكل واحدٍ منها أثر ُ خاص به .
الأول هو كفر الإنكار :
وهو أن ينكر وجود الله تعالی ، كالملحدين ، أو ينكر النبوة كالربوبيين ، أو ينكر ضرورة من ضروريات الدين بحيث يرجع إنكاره إلی إنكار الرسالة و هذا الكفر يترتب عليه الحكم بنجاسة هذا الكافر ، و خلوده في النار .
الثاني هو كفر النفاق :
وهو أن يظهر الإيمان بلسانه ولكنه لا يعتقد بقلبه ما يذكره بلسانه ، و قد قال تعالی عن المنافقين : ( إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ) ، هذا جزاؤهم في الاخر ، أما حكمهم في الدنيا فمن لم يظهر كفره ، بل أظهر الإسلام و الإقرار بالشهادتين فإنه يعامل معاملة المسلم بحسب الظاهر.
الثالث هو كفر الجحود :
وهو أن يعرف الإنسان الحق في قلبه و لكنه لا يقر به بلسانه بل يظهر الكفر ، وهم من قال عنهم الله تعالی : (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِين ) ، وحكم هؤلاء الخلود في النار و الحكم بنجاستهم.
الرابع هو كفر العناد :
هو أن يعتقد بقلبه و يقر بلسانه ولكنه لا يدين بما يعتقده ولا ينقاد للحق بسبب بغيه و حسده ، ككفر إبليس لعنه الله ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ) ، وهذا القسم صاحبه محكوم بالنجاسة خالد في النار.
الخامس هو كفر النعمة :
أن ينكر أنعم الله تعالی عليه ولا يقر بفضله تعالی ، و يقابله الشاكر لفضل الله تعالی و نعمه ، قال تعالی : ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) .
وهذا القسم غير مخرج للإنسان عن الدين ، فهو مسلم فاسق وهو محكوم بالطهارة.
السادس هو الكفر في العمل :
أن يترك الواجبات و يرتكب المحرمات وهو مقر بالشهادتين فهو كافر كما ورد في الأحاديث ، كمن ترك الحج وهو قادر عليه فهو كافر كما قال تعالی : ( فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ )
وهذا إذا لم يرجع فعله هذا إلی إنكار ضرورة من ضرورات الدين ، بل كان تركه للواجبات و فعل المحرمات كسلاً وتهاوناً، فهو محكوم بالطهارة ، ولكنه فاسق يستحق العقاب.
والحمد لله رب العالمين